بايدن يتهم ترامب بتدمير شبكة الأمان الاجتماعي التي يعتمد عليها الملايين

في أول خطاب موسّع له منذ مغادرته البيت الأبيض

بايدن يتهم ترامب بتدمير شبكة الأمان الاجتماعي التي يعتمد عليها الملايين
الرئيس الأمريكي السابق جو بايدن - أرشيف

هاجم الرئيس الأمريكي السابق جو بايدن، في أول خطاب موسّع له منذ مغادرته المنصب، السياسات الاجتماعية لإدارة دونالد ترامب، متهماً ترامب بشن "هجوم عنيف" على إدارة الضمان الاجتماعي، وهي المؤسسة التي يعتمد عليها أكثر من 70 مليون أمريكي.

ووفقاً لما نشرته صحيفة "نيويورك تايمز"، اليوم الأربعاء، وجّه بايدن خلال كلمته التي ألقاها أمام حشد من المحامين والمدافعين عن حقوق ذوي الإعاقة في شيكاغو، انتقادات لاذعة لما وصفه بـ"التفكيك المنهجي لشبكة الأمان الاجتماعي".

وأكد أن الإدارة الجمهورية تسير على نهج وادي السيليكون القائم على "التحرك بسرعة وكسر الأشياء"، مضيفاً: "لكنهم لا يكسرون الأشياء فقط، بل يُفسدونها، ويطلقون النار أولاً، ثم يعتذرون لاحقاً".

تداعيات على ملايين الأمريكيين

انتقد بايدن قرارات ترامب التي قال إنها أثرت سلباً في خدمات الضمان الاجتماعي، خاصة على كبار السن والأشخاص من ذوي الدخل المحدود.

وأشار إلى أن وعود ترامب بعدم تقليص المزايا لم تُنفذ، إذ أدت سياسات التقشف إلى تقليص أعداد الموظفين، وارتفاع أوقات الانتظار، واختلال خدمات الدعم الهاتفي.

وأوضح أن آلاف الموظفين في مكاتب الضمان الاجتماعي قدموا استقالاتهم أو لجؤوا إلى التقاعد المبكر، بسبب سياسة تقليص الميزانية التي فرضتها الإدارة الجمهورية.

وأدى ذلك إلى أزمة تشغيلية حادة داخل المؤسسة، حيث ارتفعت مدة الانتظار للحصول على استحقاقات أو استشارات إلى مستويات قياسية.

إنجازات إدارته في هذا الملف

استعرض بايدن خلال كلمته ما وصفه بـ"النجاحات" التي حققتها إدارته في هذا الملف خلال ولايته، مؤكداً أنه تم خفض أوقات الانتظار، وتحسين آليات مكافحة الاحتيال، وتطوير إجراءات الطعون بشكل يجعل النظام أكثر عدلاً وكفاءة.

وقال إن "كل شيء بات أكثر فاعلية" خلال فترة حكمه، مشيداً بالجهود المبذولة لحماية الفئات الأكثر ضعفاً في المجتمع، وقوبلت كلمته بتصفيق حار من الحضور الذين بلغ عددهم المئات من المتخصصين في قضايا الإعاقة والمساعدة الاجتماعية.

وقلّل بايدن من ظهوره الإعلامي منذ خروجه من البيت الأبيض في يناير، واكتفى بالمشاركة في بعض الفعاليات الثقافية والاجتماعية المحدودة، منها حضوره عرضاً مسرحياً في نيويورك، وزيارات لمطاعم في ديلاوير وجورجتاون.

وشارك أخيراً في مأدبة "سيدر" إلى جانب حاكم ولاية ديلاوير مات ماير، حيث دعا الحاضرون بالشفاء لحاكم بنسلفانيا جوش شابيرو بعد الهجوم الذي طال منزله.

اتصال مع عدد من مستشاريه

وأكدت مصادر قريبة منه أنه ما زال على اتصال منتظم مع عدد من مستشاريه السابقين، مثل جيك سوليفان وأنطوني بلينكن وستيف ريتشيتي، إضافة إلى رئيس اللجنة الوطنية الديمقراطية كين مارتن، الذي التقى ببايدن في واشنطن بعد فوزه برئاسة اللجنة.

وبدأ بايدن العمل على كتابة مذكراته السياسية التي تتناول فترة رئاسته، بعد توقيعه عقداً مع وكالة الفنون الإبداعية، ورفض المشاركة في الكتب التي أعدها صحفيون حول حملات 2024 أو نهاية فترته الرئاسية.

ويُعتقد أن خطابه في شيكاغو يمثّل بداية لما وصفه المقربون بـ"عودة مدروسة إلى الساحة العامة"، من خلال سلسلة من المحاضرات المدفوعة واللقاءات المحدودة.

مشهد ديمقراطي منقسم

شهد الحزب الديمقراطي انقساماً واسعاً بعد فشل كامالا هاريس، نائبة الرئيس السابقة، في الفوز على ترامب في انتخابات نوفمبر الأخيرة، وقال مقربون منها إنها كانت واثقة من قدرتها على الفوز لو مُنحت مزيداً من الوقت للتحضير.

بينما شرع عدد من الشخصيات الديمقراطية الطموحة، مثل حاكم مينيسوتا تيم والز، في جولات انتخابية وإعادة ترتيب صفوف الحزب، بدا أن بايدن يبتعد عن المشهد الانتخابي المباشر، نظراً لانخفاض شعبيته في نهاية ولايته، والتي لم تتجاوز حينها نسبة تأييد 35%.

واستعاد بايدن تحذيراته المتكررة التي أطلقها خلال حملته عام 2020، والتي قال فيها: "يمكن لأمريكا أن تنجو من أربع سنوات من دونالد ترامب، لكن إن أُعطي ثماني سنوات، سيُغيّر شخصية أمتنا إلى الأبد".

وختم بالقول إن إدارة ترامب تمثل تهديداً وجودياً لشبكة الأمان الاجتماعي، وإن واجب المرحلة المقبلة هو "إعادة بناء الثقة في المؤسسات، والدفاع عن العقد الاجتماعي الأمريكي"، وسط تصفيق من أنصاره في القاعة.

 



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية